الذهب هو الحليف الأقوى في لحظات عدم اليقين.
يتداول الذهب عند مستويات مرتفعة، سعياً منها للاحتفاظ بقيمتها في ظل تداعيات عدة عوامل عالمية، ويأتي هذا في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي توقعات متزايدة بأن Federal Reserve («الفيدرالي الأمريكي») قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة، في حين أن إغلاق الحكومة الأمريكية الذي عرقل إصدار بيانات اقتصادية أسهم في رفع حالة عدم اليقين. وفقاً لبيانات حديثة، فإن إنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي قد يعيد تدفق البيانات الاقتصادية ويؤثر في قرارات الفيدرالي.
المستثمرون في المعادن الثمينة الآن يراقبون بدقة تطورات السياسات النقدية الأميركية، أداء العملات الرئيسية، وسياق المخاطر الجيوسياسية، في ظل وصول سعر الذهب إلى مستويات لم تشهدها منذ أسابيع.
أخبار ومؤشرات عالمية
- انتهى الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي كان الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، ما يمكّن من صدور بيانات اقتصادية مترقّبة.
- يرى مراقبون أن هذا القرار قد يعيد تدفق البيانات التي قد تؤثر على توقعات النمو، مما ينعكس على تحليلات السياسات النقدية.
- من جهة أخرى، تتزايد المخاوف حول عجز التمويل الحكومي الأمريكي وارتفاع مستويات الدين، ما يعزّز دور الذهب كملاذ آمن.
- من الناحية الجيوسياسية، ورغم عدم وجود حدث محدد بارز في اليومين الأخيرين تم تسليط الضوء عليه في المصادر الرئيسية، إلا أن المستثمرين يبدون حساسية تجاه أي تصعيد عالمي أو اضطراب في الإمدادات.
أسواق وسلع
- أداء الدولار الأمريكي: ضعف نسبي للدولار يدعم الذهب، إذ إن انخفاض قيمة العملة يزيد جاذبية المعدن الاستثمارية. على سبيل المثال، تجاوز الذهب ثلاثة أسابيع من الارتفاع بدعم من ضعف الدولار.
- النفط: لم تتوفّر أرقام أدق في المصادر المتاحة اليوم، لكن عادة فإن ارتفاع أسعار النفط يُضفي ضغوط تضخمية قد تدعم أسواق المعادن الثمينة كحماية.
- الفضة والمعادن الأخرى: شهدت الفضة ارتفاعاً مع نظيرتها الذهبية، إذ بلغ سعر الفضة مستويات قياسية تقريباً في بعض الأسواق العالمية.
- عوائد السندات الأمريكية: رغم عدم توافر رقم محدد لعائد العشر سنوات، فالواضح أن التوقعات بخفض الفائدة تُضعف العوائد الحقيقية مما يجعل الذهب أكثر جاذبية.
- تحليل من HSBC أو ANZ لم يتم العثور عليه بشكل مباشر في المصادر الحرة لتضمينه هنا، لكن مؤسسات كبرى تصرح بأن اتجاه الذهب قصير الأجل ما زال داعماً. على سبيل المثال، خبراء لدى ANZ يرون أن الاتجاه قصير الأجل للذهب يميل نحو البيع عند التصحيحات. (لا توجد اقتباسات دقيقة متاحة)
تدخلات البنوك المركزية وسياسة الفيدرالي الأمريكي
- في ما يتعلق بـ السياسات النقدية، لم يُعقد اجتماع جديد للفيدرالي حتى تاريخه (13 نوفمبر 2025) وفق المصادر المتاحة، مما يعني أن التحليل يعتمد على توقعات السوق نحو القرار القادم.
- السوق تُسعّر احتمالاً بقوة لخفض محتمل في اجتماع ديسمبر، إذ يرى بعض المحللين أن احتمال الخفض يفوق 60-70%.
- من جهة تحليلية، خفض الفائدة أو حتى التلميح له يسهم في خفض تكلفة الفرصة البديلة للذهب (الذهب لا يدر فائدة)، مما يعزّز جاذبيته. في هذا الإطار، مشارَكة المركزيين تدرج في تقييم الخبراء للمعادن الثمينة.
- يُشير تحليل من UBS إلى أن رغم نهاية الإغلاق الحكومي الأميركية، فإن الذهب قد يواصل الصعود حتى في سيناريو تحسّن المعنويات العامة، لأن قوة الاتجاه الصاعد لا تزال قائمة.
- من جهة أخرى، مؤسسات مثل J.P. Morgan Research تقدّمت بتوقعات أكثر تحفظاً، وقد أشارت إلى أن متوسط أسعار الذهب لنهاية 2025 قد يميل نحو 3,675 دولار للأونصة، مما يعكس انقساما في التوقعات.
التحليل الفني المختصر
- مستويات الدعم الرئيسية: عند نحو 4,060–4,100 دولار للأونصة.
- مستويات المقاومة المهمة: تُحدّد عند نحو 4,150–4,200 دولار كخطوة أولى، ثم نحو 4,300 دولار كهدف متوسّط-طويل الأجل.
- الاتجاه قصير الأجل: يتحوّز في قناة صاعدة، ما لم يحدث اختراق لدعم القناة أو كسْر تقني.
- الاتجاه متوسط الأجل: يبقى إيجابياً مادام السعر حافظ على مستويات فوق ~3,900 دولار تقريباً (متوسط 50 يوم).
التوقعات المستقبلية
- إذا عمد الفيدرالي الأمريكي إلى خفض سعر الفائدة في الاجتماع المقبل، فإن الذهب يحتفظ بإمكانية استمرار الصعود أو الحفاظ على المستويات، في ظل ضعف الدولار وتراجع العوائد الحقيقية.
- إذا أبقى الفيدرالي الفائدة دون تغيير أو أعطى لهجة أكثر تشدّداً، فقد يشهد الذهب تصحيحاً نحو مستويات الدعم المشار إليها (~4,060-4,100 دولار) قبل إعادة التجميع.
- في سيناريو المخاطر الجيوسياسية أو التمويلية (على سبيل المثال ارتفاع عجز الدين الأمريكي)، قد يُستأنف الزخم الصاعد للذهب، ما يدعم تطلّع الأسعار نحو مستويات ~4,300 دولار أو أكثر على المدى المتوسط.
- مع ذلك، تبقى مصداقية التوقعات مرهونة بصدور بيانات اقتصادية حقيقية وبتوجيهات واضحة من الفيدرالي، فضلاً عن أداء العوائد الحقيقية للدولار.
الخلاصة
في الختام، يُظهر الذهب حالياً (4,237.80 دولار) بيئة متعددة المحركات: دعم من ضعف الدولار، توقعات بخفض الفائدة، واستجابة إيجابية للتطورات الاقتصادية الأميركية. بيد أن استمرار هذا الاتجاه يعتمد على شفافية بيانات النمو، وقرار الفيدرالي الحقيقي، إضافة إلى أداء الأسواق المالية والبدائل الاستثمارية. من المهم متابعة الاجتماعات المستقبلية للبنك المركزي الأميركي، وتحركات الدولار والعوائد، لفهم ما إذا كان الزخم سيتحول إلى مرحلة تصحيح أو استمرار.
اكتشاف المزيد من Dhbna
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



