كلما تغيرت الأسواق، تظل قيمة الذهب ثابتة.
تشهد أسواق الذهب العالمية حالة من الحذر النسبي في 27 نوفمبر 2025، بعد أن ارتفع سعر الأونصة إلى 4,157.38 دولار، مدعوماً جزئياً بتزايد التوقعات بأن الفيدرالي الأمريكي قد يقرر خفض سعر الفائدة في اجتماعه المقبل، ما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن في ظل بيئة عوائد منخفضة. في الوقت ذاته، تتأرجح الأسواق تحت وطأة بيانات اقتصادية أمريكية غير حاسمة، بالإضافة إلى مخاطر جيوسياسية وبيئة تضخّمية عالمية، ما يدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم مراكزهم في الأصول الآمنة كالذهب.
تحليل عالمي – أخبار ومؤشرات دولية
- لا تزال التوترات الجيوسياسية، خصوصًا في مناطق النفط والشرق الأوسط، تشكل عامل ضغط غير مؤكد على أسواق السلع، بما في ذلك الذهب كملاذ آمن. رغم غياب تصعيد عسكري بارز في 27 نوفمبر، فإن الأجواء العالمية لا تزال هشة، ما يزيد الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب. (لا توجد بيانات مؤكدة حديثة تشير إلى تهدئة كاملة).
- من جهة أخرى، يؤدي الإغلاق الحكومي الأمريكي الجزئي في الأسابيع الماضية إلى ضعف صدور بعض البيانات الاقتصادية الأساسية، ما يزيد تفاوت تقديرات النمو والتضخم، وهو ما زاد من حذر المستثمرين تجاه الأصول عالية المخاطر. هذا المناخ ساهم في إعادة التوازن نحو الأصول الدفاعية كالذهب.
- في ضوء هذه الأجواء، يرى بعض المحللين أن الذهب قد يستفيد من حالة عدم اليقين المتوسطة إلى طويلة الأجل، خاصة إذا استمرت الضبابية حول السياسة النقدية الأمريكية أو تصاعدت مخاطر خارجة عن السيولة.
أسواق وسلع وعوائد – الأداء الحالي والتأثير على الذهب
- السندات الأمريكية والعائد الخالي من المخاطر: عائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات يقف حالياً عند حوالي 4.00٪. هذا المستوى يُعد مرتفعًا نسبيًا مقارنة بعوائد “خالية من المخاطر” في سنوات سابقة، لكنه أقل من ذروة 2024–2025، ما يجعل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب أقل بشيء من ذي قبل.
- الدولار الأمريكي: مع أن مؤشر الدولار لم يُحدّث بدقة في المصادر المتاحة حتى 27 نوفمبر، إلا أن التوقعات بخفض الفائدة تدعم ضعف الدولار مقابل سلة عملات، وهو ما يعزز جاذبية الذهب للمستثمرين الدوليين. هذا التراجع المتوقع في الدولار هو أحد العوامل التي دفعت أسعار الذهب للصعود مؤخراً.
- سوق الفضة والمعادن النفيسة الأخرى: بحسب تقرير حديث، ارتفعت الفضة وكذلك معادن أخرى، ما يشير إلى تزايد الطلب على الأصول النقية وغير الحاملة للعوائد، في ظل توقع خفض الفائدة. هذا التزامن يعكس ميل المستثمرين نحو تنويع محافظهم بعيدًا عن الأصول ذات العائد الثابت.
- سعر النفط والسلع الأساسية: لا توجد بيانات معتمدة تشير إلى تغير كبير في أسعار النفط في 27 نوفمبر. غياب صدمة في أسعار الطاقة قد حد من تقلبات تصاعدية في التضخم العالمي، وهو عامل داعم للذهب بشرط أن يستمر ضعف الدولار وتراجع العوائد الحقيقية.
تدخلات البنوك المركزية وسياسة الفيدرالي الأمريكي
- في أحدث اجتماع لـ الفيدرالي (29 أكتوبر 2025)، خفّض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 3.75٪ – 4.00٪.
- وفق بيان الفيدرالي، جاء الخفض في سياق “مخاطر متزايدة على سوق العمل” و”نمو اقتصادي معتدل”.
- مع ذلك، أشار Jerome Powell إلى أن خفض الفائدة في ديسمبر ليس مضموناً، وأن البنك يفضل التريّث حتى تتضح البيانات الاقتصادية، خصوصاً في ظل الإغلاق الحكومي وتباطؤ نشاط بعض القطاعات.
- بدأت الأسواق تسعّر احتمال خفض جديد في ديسمبر بنسبة مرتفعة؛ بحسب تحليل من Reuters ارتفعت توقعات خفض الفائدة إلى حوالي 85٪ حسب أداة CME FedWatch.
- هذا التحول في سياسة البنوك المركزية يُنظر إليه على أنه عنصر داعم للذهب: خفض الفائدة يقلل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، ويضغط على الدولار والعوائد على السندات.
تحليل فني – مستويات الدعم والمقاومة واتجاه الذهب
- مستويات دعم محتملة: قرب 4,050 – 4,100 دولار للأونصة: في حال تصحيح السعر، هذا النطاق يمكن أن يمثل أرضية تقيم، بناءً على مستويات الطلب الحالية وثبات عوائد السندات الأمريكية.
- مستوى مقاومة أولي: حوالي 4,250 – 4,300 دولار، في حال انتعش الطلب مع تزايد الضبابية الاقتصادية.
- الاتجاه قصير الأجل (1–3 أشهر): يميل نحو الاستقرار أو صعود معتدل بشرط أن تبقى توقعات خفض الفائدة قائمة وتتراجع عوائد سندات الخزانة.
- الاتجاه متوسط الأجل (6–12 شهر): مشروط بقرارات السياسة النقدية للفيدرالي؛ إذا تم خفض إضافي للفائدة، قد يشهد الذهب زخم صعودي أوسع.
توقعات مستقبلية
- إذا خفّض الفيدرالي الفائدة مرة أخرى في ديسمبر أو أوائل 2026، وعلى فرض بقاء عائد سند 10 سنوات تحت 4٪، فيمكن أن يستأنف الذهب اتجاه صاعد نحو 4,400 – 4,500 دولار على مدى 6–12 شهر.
- أما في حال قرر الفيدرالي التريّث أو رفع الفائدة، فقد يشهد الذهب تراجعًا نحو 4,050 – 4,100 دولار، خصوصاً إذا ارتفع الدولار أو عوائد السندات.
- في سيناريو وسيط (بيئة اقتصادية مستقرة، تضخم معتدل، بيانات أمريكية محايدة): من المرجح أن يتحرك الذهب ضمن نطاق 4,050 – 4,300 دولار مع تأرجح عرضي ملحوظ.
خلاصة محايدة
سعر الذهب عند 4,157.38 دولار (27-11-2025) يعكس مزيجًا من عوامل دعم (توقع خفض الفائدة، ضعف الدولار، عائدات سندات معتدلة) وعوامل غموض (بيانات اقتصادية أمريكية غير حاسمة، تضخم عالمي غير مستقر، ضغوط سلع). في الأجل القصير والمتوسط، يظل الذهب مرشحًا للحفاظ على مستواه أو الصعود المعتدل طالما استمرت التوقعات نحو خفض الفائدة، لكن تحركات حادّة في الدولار أو بيانات مفاجئة قد تفرض نطاقات تداول أوسع.
اكتشاف المزيد من Dhbna
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.