تحليل أسعار الذهب – الثلاثاء 4 نوفمبر 2025

تحليل أسعار الذهب – الثلاثاء 4 نوفمبر 2025

الذهب هو الجسر الذي يربط بين الحاضر والمستقبل الاقتصادي.

يتم تداول أوقية الذهب اليوم عند مستوى حوالي 3,991.73 دولاراً، وهذا المسار يأتي في ظل تداخل عوامل اقتصادية وسياسية متعددة. من جهة نشهد ضغوطاً جيوسياسية متجددة وتصاعداً في طلب المشتقات كملاذ آمن، ومن جهة أخرى تهيمن توقعات سوق الفائدة وتطورات سياسة الفيدرالي الأمريكي على قرار المستثمرين تجاه المعدن الأصفر. وبالإضافة لذلك، تستمر تطورات أسواق الدولار والعوائد على السندات الأمريكية في التأثير على جاذبية الذهب كأصل احتياطي وتداولي.

أخبار ومؤشرات عالمية

  • تشهد الأسواق العالمية تصاعداً في التوترات الجيوسياسية، خاصة في ارتباطها بخلافات تجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما يعزز الطلب على المعادن كملاذ آمن. مثلاً، أوردت وكالة Reuters أن ارتفاعاً في الضبابية التجارية دفع المعدن الأصفر لتجاوز حاجز 4,000 دولار لأونصة.
  • تعطّل بعض البيانات الحكومية الأمريكية نتيجة الإغلاق الحكومي (government shutdown)، ما يزيد من حالة عدم اليقين ويؤثر بدوره على قرارات المستثمرين بشأن الأصول الأكثر استقراراً مثل الذهب.
  • تقرير World Gold Council يشير إلى أن الطلب من البنوك المركزية في الأسواق الناشئة وكذلك تدفقات صناديق المؤشرات المدعومة بالمعدن ساهمت بشكل ملحوظ في دعم السعر.
  • بالتالي، تلك المؤشرات العالمية تؤسس لبيئة داعمة للذهب، لكن من المهم ملاحظة أن الوضع ليس خالياً من المخاطر المرتبطة بتغير سياسات البنوك المركزية أو تحسن مفاجئ في الاقتصاد الأمريكي الذي قد يُقلّل من جاذبية الذهب.

أسواق وسلع

  • أداء الدولار الأمريكي يمثل عامل ضغط مباشر على الذهب: ضعف الدولار يزيد الجاذبية للذهب بالنسبة للمستثمرين الدوليّين، والعكس صحيح. تقرير من Reuters يؤكد أن ضعف الدولار كان من بين الأسباب التي ساعدت على ارتفاع الذهب.
  • العوائد على سندات الخزانة الأمريكية، على سبيل المثال، عائد سندات العشر سنوات، تشكل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب (الذي لا يدرّ فائدة). على الرغم من أن الرقم الدقيق لعائد العشر سنوات اليوم غير مذكور بصورة قاطعة في المصادر، إلا أن وثائق تحليل معدة من Reuters تشير إلى أن العائد يتداول حول مستوى قريب من 4 % تقريباً.
  • سوق النفط والفضة أيضاً تُعدّ مؤشرات ثانوية: ارتفاع سعر النفط قد يُشجِّع التضخم وبالتالي يُعزّز الطلب على الذهب كتحوط، في حين أن تحركات الفضة غالباً ما تماثل تحركات الذهب في البيئة المضاربة. ورصدت مصادر أن الفضة حققت مستويات قياسية مؤخراً، ما يعكس اهتماماً أوسع بفئة المعادن الثمينة.
  • استناداً إلى تحليل من Bloomberg، فإن العلاقة بين وجود عائد حقيقي منخفض أو سلبي وسعر الذهب تُعدّ علاقة طردية واضحة: «الذهب يتحرك عكس مسار العوائد الحقيقية والعملات القوية».
  • إذن، من منظور أسواق السلع والعملات والعوائد، نجد الدعم لارتفاع الذهب اليوم، غير أن أي تحسّن قوي في الدولار أو العوائد الأمريكية قد يضعف الزخم.

تدخلات البنوك المركزية

  • اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) التابع للفيدرالي الأمريكي عُقد في نهاية أكتوبر 2025. وفق تقارير مثل دار Charles Schwab & Co، فقد خفض الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصبح نطاق معدل الفائدة بين 3.75%-4.00%.
  • بالرغم من هذا الخفض، هناك انقسام داخلي واضح داخل اللجنة، إذ أشار تقرير من Reuters إلى أن آراء أعضاء اللجنة تختلف بشكل كبير بشأن توقيت ومقدار أي خفض إضافي في ديسمبر.
  • عضو مجلس محافظي الفيدرالي Lisa Cook صرّحت بأن اجتماع ديسمبر «يُعدّ حياً» لإمكانية خفض آخر، لكنه سيكون مشروطاً ببيانات اقتصادية واردة.
  • من منظور تحليل الذهب، خفض الفائدة يُقلّل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب ويُضعف الدولار ويخفض العوائد الحقيقية، عوامل إيجابية لارتفاع المعدن. تقرير من Reuters يذكر أن «عوامل خفض الفائدة المدعومة بالطلب على الملاذات الآمنة دفعت الذهب لتجاوز 4,300 دولاراً» في أكتوبر.
  • بيد أن التزام الفيدرالي بمراقبة التضخم ووجود مخاوف من أن دورة التيسير قد تقترب من نهايتها، كما ورد في تحليل آخر، قد يضع حدوداً لصعود الذهب.

تحليل فني مختصر

  • مستوى الدعم الأوّل يُقدر عند نحو 3,900 دولار للأونصة، وهو مستوى نفسي وتقني حالياً.
  • مستوى المقاومة القريب يتواجد حول 4,100 دولار، والذي سبق وأن تجاوزته التداولات قبل أن تتراجع.
  • على المدى القصير، الاتجاه يميل إلى الاستمرار في نطاق تصحيح أعلى (sideways to slightly bullish) ما لم تحدث مصدات قوية.
  • على المدى المتوسط، الزخم الإيجابي لا يزال قائماً، لكن يتطلب اختراقاً واضحاً فوق المقاومة المذكورة لتأكيد اتجاه صاعد أكثر قوة.

توقعات مستقبلية

  • إذا استمر الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة أو بالمحافظة على موقف تيسيري، فإن ضغطاً إيجابياً نحو ارتفاع سعر الذهب يبقى قائماً، وربما يرى المعدن أهدافاً فوق 4,200–4,300 دولار.
  • أما إذا تحسّنت بيانات الاقتصاد الأمريكي بقوة أو ارتفع العائد على السندات بشكل ملحوظ، فقد يرى الذهب تراجعاً مؤقتاً نحو مستويات الدعم قريبة من 3,800-3,900 دولار.
  • من المهم متابعة بيانات التضخم غير المنشورة حالياً بالكامل، وتحركات الدولار والعوائد الأمريكية، بالإضافة إلى أي مفاجآت جيوسياسية قد ترفع طلب الملاذات.

خلاصة محايدة

في ضوء تحليلنا الموضوعي، يُمكن القول إن سعر الذهب عند 3,991.73 دولاراً يعكس توازناً بين عوامل داعمة مثل التوترات العالمية وتوقعات خفض الفائدة، وبين عوامل محتملة للضغط مثل تحسّن الاقتصاد العالمي. البيئة الحالية توفر أرضية صاعدة محتملة، لكنها ليست خالية من المخاطر. المستثمر أو المهتم بسعر الذهب يحتاج الى مراقبة البيانات الاقتصادية والسياسات النقدية عن قرب لتقييم ما إذا كان الزخم مستداماً أو مجرد تصحيح مرحلي.


اكتشاف المزيد من Dhbna

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top

اكتشاف المزيد من Dhbna

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading