الذهب هو اللغة العالمية التي يفهمها الجميع.
يشهد اليوم 3 ديسمبر 2025 ارتداد نسبي في أسعار الذهب عالميًا، مع تزايد توقعات الأسواق حول احتمال خفض الفائدة الأمريكية في اجتماع قادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (Fed). يأتي هذا الارتفاع في ظل تراجع مؤشر الدولار، ووسط ترقب بيانات اقتصادية وسياسية متعددة. في هذا السياق، تستعيد أونصة الذهب بعض زخمها بعد فترة من التذبذب، ما يعكس الحذر الذي يسود بين المستثمرين وسط غموض في اتجاه السياسات النقدية في الولايات المتحدة.
أخبار ومؤشرات عالمية
- لم تظهر حتى الآن أحداث جيوسياسية طارئة كبيرة تؤثر مباشرة على الذهب، مثل نزاعات أو أزمات دولية مفاجئة (لا توجد بيانات مؤكدة حسب Reuters).
- من ناحية السياسات الأمريكية، يُترقّب اجتماع الفيدرالي في 9-10 ديسمبر 2025، ما يخلق حالة من التشاؤم/التفاؤل حسب التصريحات الصادرة؛ بحسب آخر مستجدات، بعض صناع القرار داخل الفيدرالي يعارضون خفض الفائدة، بحجة أن تباطؤ نمو الوظائف قد لا يعكس ضعفًا حقيقيًا في الطلب على العمالة، بل قد يكون نتيجة عوامل هيكلية كالهجرة أو التكنولوجيا.
- هذه المواقف المحافظة حدّت من التوقعات الحماسية، ما يضفي على الذهب طابع الملاذ الآمن، خاصة إذا استمرت مخاوف من تباطؤ اقتصادي أو ضعف بيانات توظيف تؤخر خفض الفائدة.
أسواق وسلع وعوائد
- تُظهر تحركات اليوم تراجعًا طفيفًا في مؤشر الدولار (إلى قرابة 99.11) تزامنًا مع ترقّب خفض محتمل في الفائدة من الفيدرالي، ما يُعزز جاذبية الذهب بالدولار. بانكير
- من ناحية السلع الأساسية الأخرى (كالنفط أو الفضة)، لا توجد بيانات حديثة دقيقة في المصادر المتاحة تثبت دورًا ملموسًا لها اليوم في تحريك أسعار الذهب. لذا ليس هناك ما يكفي لتقييم تأثير فوري من جانب أسعار السلع الأخرى.
- أما العوائد على السندات الأمريكية أو عوائد الدخل الثابت، وهي عنصر مهم لقرار الاستثمار مقابل الذهب، فلا توجد بيانات معلنة حتى الآن تُشير إلى تغيير في منحنى العائد يؤثر على تدفقات الاستثمار نحو الذهب.
تدخلات البنوك المركزية وسياسة الفائدة
- آخر اجتماع لـ Fed في 29 أكتوبر 2025 انتهى بتخفيض الفائدة إلى نطاق 3.75%-4.00% (خفض بمقدار 25 نقطة أساس).
- مع ذلك، مواقف بعض أعضاء الفيدرالي في أحدث التصريحات تميل إلى الحذر وعدم الاستعجال بخفض جديد، مشيرين إلى أن تباطؤ سوق العمل قد لا يعني ضعفًا حقيقيًا في الطلب.
- في المقابل، يرى محللون في Bank of America Global Research أن هناك احتمالًا كبيرًا لخفض آخر بمقدار 25 نقطة في اجتماع ديسمبر، كما أنه من المتوقع خفض إضافيين منتصف 2026 في حالة تغير القيادة داخل الفيدرالي.
- هذا التصعيد في التوقعات يُغذّي الطلب على الذهب كأداة تحوط ضد مخاطر الفائدة المنخفضة والتضخم، لكن الترقب يعكس أيضًا أن الأثر الفعلي سيعتمد على ما إذا كان الخفض سيحدث فعلًا.
تحليل فني مختصر
- سعر 4,209.14 دولار للأونصة يقع حاليًا عند مستوى مقاومة نفسي وفني متوسط. إذا نجح في اختراق مستوى ~4,220–4,230 قد يستهدف 4,300 دولار.
- على الجانب الآخر، أول مستوى دعم سيقع قرب 4,150–4,170 دولار؛ كسر هذا الدعم قد يعيد اختبار 4,000 دولار على المدى القصير.
- الاتجاه قصير المدى يبدو محايدًا مع ميل طفيف للصعود إذا استمر ضعف الدولار وتزايد التوقعات بخفض الفائدة. على المدى المتوسط، الاتجاه يعتمد على نتائج اجتماع الفيدرالي وكذلك تطورات الاقتصاد العالمي.
توقعات مستقبلية
- إذا نفّذ الفيدرالي خفضًا في ديسمبر كما تتوقع بعض المؤسسات مثل Bank of America Global Research، فإن الذهب قد يستفيد من ضعف الدولار ومنحه دفعة صعود نحو نطاق 4,300–4,350 دولار أونصة في المدى المتوسط.
- أما إذا قرّر الفيدرالي التريّث أو تثبيت الفائدة، بناءً على مخاوف من التضخم أو سوق عمل هش، فقد يشهد الذهب تذبذباً أو تراجعاً نحو نطاق 4,000–4,050 دولار.
- في كلتا الحالتين، السوق سيبقى حساسًا لتقارير التضخم الأمريكية، بيانات التوظيف، وأية تطورات جيوسياسية قد تعيد الذهب إلى واجهة الملاذات الآمنة.
الخلاصة
في ضوء المعطيات الحالية (سعر 4,209.14 دولار، تراجع مؤقت للدولار، ترقّب خفض محتمل للفائدة) يبدو أن الذهب يستعيد مكانته كأصل ملاذ آمن وتحوط من مخاطر الفائدة والتضخم. ومع ذلك، يظل التزام الفيدرالي بسياسته النقدية، سواء بالخفض أو بالتثبيت، العامل الحاسم في مسار الذهب على المدى المتوسط. بالتالي، فإن الوضع الحالي يُظهر توازناً دقيقاً بين فرص صعود محتملة ومخاطر تراجع، ما يجعل الذهب خيارًا استراتيجيًا حساسًا لتطورات السياسة النقدية الأميركية.

