تحليل أسعار الذهب – الثلاثاء 11 نوفمبر 2025

عندما تتعثر الأسواق، يبقى الذهب هو البوصلة.

يتم تداوُل غرام الذهب عند مستوى 4,134.42 دولارًا بتاريخ 11 نوفمبر 2025، في ظل بيئة اقتصادية وسياسية متعددة المؤثرات: استمرار الإغلاق الحكومي الأميركي وتأخّر صدور بعض البيانات الاقتصادية، إلى جانب تراجع طفيف في سعر النفط الخام، وأخيرًا قرار الفيدرالي الأميركي بخفض الفائدة في 29 أكتوبر الماضي إلى نطاق 3.75 %-4.00 %، مما يُعدّ العامل الأبرز في تحليل وضع المعدن الأصفر حاليًا.

أخبار ومؤشّرات عالمية

• تواصل الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، مع إشارات إلى قرب حلّها، ما دفع عوائد سندات الخزانة الأميركية للارتفاع مع تحسّن التوقعات، مما خفّف من جاذبية المعدن كملاذ.
• على الصعيد الجيوسياسي، لا توجد في الوقت الراهن أحداث كبرى مفاجئة تُعدّ من شأنها دفع الذهب بقوة في الاتجاه الصاعد، لكن مخاطر تورّط أوسع في المجتمعات المالية تظل قائمة.
• في هذا السياق، يرى بعض المحلّلين أن المعدن الأصفر يتلقى ضغطًا من تحسّن الشهية للمخاطرة، ما يقلّل من الطلب على الملاذات الآمنة. وفقًا لتقرير من HSBC، فإن «بيئة المخاطر الجيوسياسية المعتدلة حاليًا لا تدعم دفعة صاعدة كبيرة للذهب».
• كذلك، يشير تقرير من ANZ إلى أن الاتجاه قصير الأجل للذهب يتأثّر بشكل أكبر بتغيّرات السيولة العالمية ومعدّلات الفائدة وليس فقط بالعوامل الجيوسياسية.

أسواق وسلع

• سعر النفط الخام: ارتفع خام برنت إلى نحو 64.48 دولارًا للبرميل في 11 نوفمبر، مما يعكس بعض التوتّر في المعروض، لكنّ توقعات فائض المعروض العالمي لا تزال تُثبّط روح التفاؤل.
• العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات يقارب 4.12 % في نفس التاريخ، ما يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يمنح عائدًا.
• مؤشر الدولار الأميركي سجل ارتفاعًا نسبيًا، ما يجعل الذهب أغلى بعملات أخرى ويحدّ من الطلب العالمي.
• فضّة: حركة الذهب غالبًا ما تتزامن مع الفضّة، لكنّ الفضّة تشهد ضغطًا من قِبل ارتفاع عوائد السندات وقوة الدولار، ما يعكس بدوره تحفّظات لاحقة على الذهب.
• وبالتالي، العلاقة بين النفط والعوائد وسعر الذهب تبدو: ارتفاع النفط يعزّز بعض الطلب على الملاذات، لكن ارتفاع العوائد والدولار يُثبطان الذهب، ما يجعل الوضع محايدًا نسبيًا في هذا المحور.

تدخلات البنوك المركزية

• قرّر الفيدرالي الأميركي في اجتماعه الأخير بتاريخ 29 أكتوبر 2025 خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 3.75 %-4.00 %.
• رئيس الفيدرالي، Jerome H. Powell، أوضح أن «الاجتماع المقبل ليس مضمونًا لخفض إضافي» بسبب ضعف البيانات الرسمية الناتج عن الإغلاق الحكومي.
• من جهة أخرى، يشير المحلّلون في Bloomberg Economics إلى أن هذا الخفض يُعدّ داعمًا للذهب عبر خفض العوائد الحقيقية، لكنّ التوجّه الحذر للبنك المركزي يحدّ من احتمالات دفعة صاعدة قوية.
• تقييم ANZ يقدّر أن «في حالة تثبيت الفائدة بدلاً من خفضها في الاجتماع المقبل، فإن الذهب سيواجه ضغطًا أكبر».
• لم تصدر بعد قرارات جديدة بعد أكتوبر، ما يعني أن السوق يراقب اجتماع ديسمبر المقبل دون تأكيدات.

التحليل الفني المختصِر

• مستوى الدعم الرئيسي: قرب 4,000 دولار للغرام، يتمتع بحماية من طلب الاحتياطي والمستثمرين الباحثين عن الملاذ.
• مستوى المقاومة الأوليّة: نحو 4,200 دولار، مع احتمالية اختبار 4,300 دولار في حالة تحسّن معنويات السوق.
• الاتجاه قصير الأجل: يميل نحو التثبّت أو تراجع طفيف في ظل رفع العوائد، ما يعني أن الذهب قد يتحرّك ضمن نطاق عرضي بين 4,000-4,200 دولار.
• الاتجاه متوسط الأجل: في حال خفض الفائدة مجدّدًا واستمرار ضعف البيانات، قد يشهد الذهب ارتفاعًا إلى ما فوق 4,300 دولار، وإلا فسيواجه احتمال تراجع نحو 3,800-3,900 دولار.

التوقعات المستقبلية

استنادًا إلى البيانات الحالية، يُحتمل أن يظل سعر الذهب داخل نطاق 4,000-4,300 دولار خلال الأسابيع المقبلة ما لم يُفاجأ السوق باجتماع مفاجئ أو حدث جيوسياسي كبير.

إذا قام الفيدرالي الأميركي بخفض إضافي للفائدة في اجتماع ديسمبر فإن هناك فرصة لرفع الذهب نحو 4,300-4,400 دولار، أما إذا قرّر تثبيت الفائدة أو رفعها فإن السعر قد يتراجع نحو 3,900-3,800 دولار.

كذلك، أيّ تسوية سريعة للإغلاق الحكومي الأميركي مع تضاءل مخاطر الملاذات قد تُضعف الطلب على الذهب.

مجدّدًا نُشير إلى أن هذه توقعات قائمة على تحليل كمّي ونوعي وليست توصية استثمارية.

الخلاصة

في المجمل، يواجه الذهب حالياً مزيجًا من العوامل الداعمة – خفض الفائدة الأخير – والعوامل المقيّدة – ارتفاع العوائد وقوة الدولار – ما يجعله يتحرّك ضمن نطاق محايد. تبقى الظروف قصيرة الأجل مرتبطة ببيانات الاقتصاد العالمي والاجتماع المقبل للفيدرالي، بينما يعتمد المتوسط الأجل على ما إذا كان بإمكان الذهب استعادة دوره كملاذ في بيئة شبه مستقرة.