الذهب هو المستثمر الذكي في فوضى الأسواق.
في 28 نوفمبر 2025، سجّل سعر الأونصة من الذهب حوالي 4,175.27 دولار، في ظل ترقّب الأسواق لقرار محتمل بخفض الفائدة من Federal Reserve (المركزي الأمريكي). هذا الترقّب يأتي وسط بيئة اقتصادية متضاربة: ضعف في عدد من المؤشرات الاقتصادية الأمريكية من جهة، وتوترات جيوبوليتيكية غير مستقرة عالميًا من جهة أخرى.
أخبار ومؤشرات عالمية
- على الصعيد العالمي، يواصل الذهب جذب اهتمام المستثمرين باعتباره ملاذًا آمناً، في وقت تتزايد فيه المخاوف تجاه تباطؤ النمو داخل الاقتصاد العالمي نتيجة تراكم ديون في بعض الاقتصادات الكبرى. هذا المناخ يعزز طلب الملاذات الآمنة.
- من جهة أخرى، التوترات الجيوسياسية، وعدم استتباب الأوضاع في بعض مناطق الصراع، تمنح الذهب مزيداً من الدعم كأصل يُلجأ إليه في أوقات عدم اليقين. ومع ضعف بعض بيانات الاقتصاد الأمريكي، تتعزز حجج اللجوء إلى الذهب.
- في هذا السياق، أشار تقرير صادر عن مؤسسات مالية عدة إلى أن ترجيحات تسهيل نقدي (خفض فائدة) من الفيدرالي يعزز من قيم الأصول الآمنة مثل الذهب. (لا توجد بيانات مؤكدة حول قرار فعلي حتى الآن)
أسواق وسلع وعوائد وسندات
- بحسب بيانات منصة تتبع السلع، ارتفع الذهب إلى حوالي 4,174.62 دولار للأونصة في 28 نوفمبر 2025، بزيادة نحو 0.36% عن اليوم السابق، بعد مكاسب شهرية بلغت 6.19% تقريبًا.
- في الوقت نفسه، يشهد العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات استقراراً قرب 4.00–4.01٪.
- هذا المستوى من العائد، مع توقع خفض الفائدة، يقلّ من جاذبية الأصول المدرة للدخل مقارنة بالذهب الذي لا يدر عائداً ثابتاً، ما يحفّز المستثمرين نحو الذهب.
- من جهة أخرى، تراجع قيمة الدولار الأمريكي مؤخراً مدعومًا بزيادة توقعات خفض الفائدة، ما يعزز القدرة الشرائية للمستثمرين الدوليين للذهب. ضعف الدولار يعني ذهبًا أرخص بالعملات الأخرى. (تقارير حديثة تشير إلى أن الدولار يتجه لأداء ضعيف في الأسبوع الحالي)
- أما أسعار السلع الأخرى مثل النفط، فلم تشهد صعوداً قوياً خلال الفترة الأخيرة، ما يقلل التداخل السلعي مع أسواق السلع كملاذ أو كتحوط من التضخم. (لا توجد بيانات مؤكدة على ارتفاع نفط يفسر ارتفاع الذهب بشكل مباشر)
تدخلات البنوك المركزية وسياسة الفائدة الأمريكية
- حتى الآن، لم يصدر قرار نهائي واضح بخفض الفائدة من الفيدرالي في 28 نوفمبر 2025. الأسواق المبنية على مؤشرات وتشريحات تُظهر أن أغلب التوقعات تشير إلى خفض بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر المقبل.
- بحسب تصريحات لمسؤولين من داخل الفيدرالي، وبحسب بعض التحليلات الصادرة من مؤسسات مثل HSBC وANZ، يُرجّح أن يكون قرار الخفض مدعوماً بضعف في بيانات سوق العمل والتضخم، ما يجعل الفائدة الحالية (3.75–4.00٪) قابلة للانخفاض.
- في مثل هذا السيناريو، الذهب يزداد جاذبية لأنه لا يدر عائدًا دوريًا، بينما خفض الفائدة يُضعف تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب مقابل أدوات الدخل الثابت، وهو ما يرتبط مباشرة باستراتيجيات البنوك المركزية.
تحليل فني – مستويات دعم ومقاومة واتجاه السعر
- عند سعر 4,175.27 دولار للأونصة، يبدو أن الذهب يقترب من مستويات مقاومة قد تم اختبارها سابقًا عند نحو 4,200 – 4,220 دولار (مستويات عقود آجلة حسب بعض المصادر). (لا توجد بيانات رسمية تشير إلى كسر هذه المقاومة حتى الآن.)
- على المدى القصير، إذا استمر ضعف الدولار وتراجع العوائد أو صدرت إشارات خفض فائدة، من الممكن أن يصعد السعر نحو 4,250 – 4,300 دولار.
- أما من جهة الدعم، فمستوى ≈ 4,050 – 4,100 دولار قد يشكّل قاعدة دعم إذا ما ارتد العائد على السندات أو تعافت قوة الدولار.
توقعات مستقبلية
استنادًا إلى المناخ الحالي، تراجع محتمل في الفائدة الأمريكية، ضعف في بعض البيانات الاقتصادية، ودولار ضعيف، من الممكن أن يستمر الذهب في الحفاظ على مكاسبه وربما يختبر مستويات 4,250–4,300 دولار خلال الأسابيع المقبلة. مع ذلك، أي تغير في موقف الفيدرالي أو انتعاش الدولار أو ارتفاع غير متوقع في العوائد قد يدفع السعر لتصحيح نحو نطاق 4,050–4,100 دولار.
خلاصة محايدة
الذهب اليوم يبدو مدعوماً بشكل رئيسي بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية وتراجع الدولار، عوامل تدعم الملاذات الآمنة. في المقابل، يعتمد الحراك المستقبلي للسعر على قرارات الفيدرالي، وأداء بيانات الاقتصاد الأمريكي، وتطورات الدولار والسندات. بالتالي، يبقى الذهب خيارًا ذا تقلبات، وليس ضمانًا للاستقرار داخل مختلف الأسواق المالية.
اكتشاف المزيد من Dhbna
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.