يشهد سوق الذهب في 4 ديسمبر 2025 زخماً في الاهتمام من قبل المستثمرين العالميين، مدفوعاً بترقّب قرار الفائدة من البنك الفيدرالي الأمريكي بالإضافة إلى ضبابية في بيانات سوق العمل الأمريكي وتراجع شهية المخاطرة. في وقت تتطلع فيه الأسواق إلى خفض محتمل للفائدة، يسود توجّه نحو الأصول الملاذ (safe-haven) مثل الذهب، في ظل قلق من تباطؤ اقتصادي واحتياطي نقدي أقل تكلفة.
مؤشرات عالمية وجيوسياسية
- توترات جيوسياسية وعالمية: رغم غياب خبر مفاجئ كبير بعد، إلا أن التوترات في سلاسل الإمداد العالمية، مخاوف من تباطؤ النمو، واحتمالات اضطرابات جيوسياسية مستمرة تحمل معانٍ إيجابية للذهب كملاذ آمن.
- تأثر معنويات المستثمرين: التقرير الأخير من Reuters يشير إلى أن المستثمرين في طريقهم لتخفيف مراكز مخاطرة، ما يدعم الإقبال على الأصول الملاذ.
- غياب الإغلاق الحكومي الأمريكي حالياً، لكن تداعياته لا تزال ملحوظة: فترة الإغلاق الحكومي الطويلة سابقاً حدّت من صدور بعض البيانات الاقتصادية، مما ألقى ضبابية على التوقعات، وهو ما يعزز الطلب على الذهب كأداة توازن.
أسواق وسلع وعوامل اقتصادية داخلية وخارجية
- الدولار الأمريكي وعوائد السندات: مع ازدياد توقعات خفض الفائدة من الفيدرالي، بدأ الدولار يفقد بعض قوته، ما يقلل تكلفة الذهب للمشترين بعملات غير دولار، ويجعل الأداة أكثر جاذبية. في السياق ذاته، انخفاض عوائد السندات الأمريكية يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، مما يدعم سعره.
- السلع الأخرى مثل الفضة والمعادن: التقارير أشارت إلى تراجع الفضة بنسبة 2.1٪ بعد صعود قياسي، ما يعكس بعض التخفيف في شهية المخاطرة، لكنه في الوقت ذاته يضع الذهب في وضع نسبي أفضل مقارنةً بالمعادن الصناعية.
- سعر النفط وتأثيره على التضخم العالمي: (لا توجد بيانات حديثة موثوقة ضمن نطاق هذا التقرير تشير إلى تغيير كبير في أسعار النفط يؤثر مباشرة على الذهب). لذا يجب التعامل مع أي فرضيات على هذا المحور بحذر حتى صدور أرقام جديدة.
تدخلات البنوك المركزية وسياسات الفائدة
- وفق التواريخ الرسمية، فإن آخر قرار معلن من الفيدرالي في 29 أكتوبر 2025 خفّض سعر الفائدة إلى نطاق 3.75%–4.00% من 4.25%.
- توقعات السوق: مؤسسات كبرى مثل Bank of America (BofA) وWells Fargo ترى أن الفيدرالي يُجهز لخفض إضافي بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع 9–10 ديسمبر 2025.
- انعكاس محتمل على الذهب: خفض الفائدة يُخفض تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب (لأن السندات ـ الدخل الثابت ـ تصبح أقل جاذبية)، مما يدفع المستثمرين نحو المعدن الأصفر. كما أن خفض الفائدة قد يضعف الدولار، ويعزز الذهب كتحوط ضد مخاطر العملة والتضخم.
- لكن هناك مخاطر: بعض أعضاء الفيدرالي وأحزاب داخلية في المؤسسة يبدي تحفظًا، مما يعني أن القرار ليس مضمونًا بنسبة 100٪، وقد تترتب قرارات متقاربة أو مؤجلة حسب تطور بيانات التضخم والوظائف.
تحليل فني
- مستوى دعم محتمل: في حال تراجعت المضاربات، يمكن أن يبدأ الذهب بالارتداد من منطقة $4,100–$4,050 نظراً لتزايد الإقبال على المعدن أمام تخفيف الفائدة المتوقّع.
- مستوى مقاومة أولي: قد يواجه الذهب مقاومة في نطاق $4,300–$4,350 نتيجة أخذ أرباح محتمل وتزايد عرض من حاملي مراكز قصيرة.
- اتجاه قصير الأجل: يميل نحو الصعود إذا تحقق خفض الفائدة بالفعل، مدعوماً بضعف الدولار وانخفاض عوائد السندات.
- اتجاه متوسط الأجل: يعتمد على تطورات الاقتصاد العالمي، بيانات التضخم، وسياق السياسة النقدية؛ فإذا استمر التسهيل النقدي، فالذهب قد يتجه نحو مستويات أعلى خلال الربع الأول من 2026.
توقعات مستقبلية
- في حال خفّض الفيدرالي 25 نقطة أساس في اجتماع 9–10 ديسمبر كما يتوقع غالبية المحللين، يمكن أن يشهد الذهب موجة صعود نحو $4,300–$4,400 خلال أسابيع.
- إذا تأخر القرار أو أبقى الفائدة دون تغيير، خاصة في حالة بيانات تضخم أقوى من المتوقع، قد يتراجع الذهب مؤقتاً نحو $4,050–$4,100.
- على المدى المتوسط (3–6 أشهر): في ظل تسهيل محتمل متكرر وإشارات إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي، الذهب قد يستعيد جاذبيته كملاذ آمن، مع إمكانية اختبار مستويات $4,500+ إذا تصاعدت المخاطر الجيوسياسية أو ضعفت العملة الأمريكية.
خلاصة
استناداً إلى المعطيات الحالية، الذهب عند 4,200.26 دولار لأونصة يبدو في وضع حساس لكن إيجابي: خفض الفائدة المرتقب من الفيدرالي يزيد من جاذبيته، لكن النتيجة النهائية تعتمد على ما سيعلنه الفيدرالي فعلياً، إضافة إلى تطور بيانات التضخم والوظائف الأمريكية. الأسواق تميل حالياً إلى التفاؤل، لكن على المستثمر أن يوازن بين فرص الصعود والمخاطر المرتبطة بتقلبات الاقتصاد الأمريكي والسياسات النقدية.