الذهب هو الوقود الذي يدير عجلة الاستثمار في العالم.
يشهد سعر الذهب اليوم 6 نوفمبر 2025 مستويات مرتفعة عند 4,016.20 دولار للأونصة، مستفيدًا من ضعف متجدد في بيانات سوق العمل الأميركي وتراجع الدولار قليلاً بعد ارتفاعه القوي مؤخراً. في الوقت ذاته، تُواصل البنوك المركزية وعلى رأسها Federal Reserve (الفيدرالي الأميركي) سياسة التيسير عبر خفض الفائدة إلى نطاق 3.75-4.00٪ في اجتماع 29 أكتوبر 2025، مع إشارات بأن خفضاً إضافياً ليس مضموناً. من جهة أخرى، تدعم التوترات الجيوسياسية والطلب الرسمي على الذهب كملاذ آمن استمرار ارتفاع المعدن. هذا المزيج يجعل الذهب في موقع مركزي بين عقود متعددة ومتغيرة المعطيات الاقتصادية العالمية.
أخبار ومؤشرات عالمية
- أدت التوترات الجيوسياسية وتراجع البيانات الاقتصادية الأميركية إلى تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن. وفقاً لتقرير ING، «الأساسيات ما زالت قوية للذهب» رغم التصحيح الأخير.
- قوة الدولار الأميركي تمثل عامل ضغط على الذهب، إذ ارتفع المؤشر إلى أعلى مستوياته خلال ثلاثة أشهر تقريباً مما يجعل الذهب أغلى لحائزي العملات الأخرى.
- وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث تشير إلى أن الطلب الرسمي من البنوك المركزية على الذهب يتزايد، مما يُشكل “قاعدة سياسة” (policy-floor) للذهب.
- لا توجد حتى الآن مؤشرات جديدة تفوق إعلان اجتماع الفيدرالي الأخير، لكن استمرار عجز بيانات سوق العمل الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي يضع شكوكا حول مدى سلامة قراءة الأوضاع الاقتصادية.
أسواق وسلع
- الدولار الأميركي: ارتفع إلى مستويات قوية، مما ضغط على سعر الذهب. مثلاً، تقرير من Reuters أفاد بأن ارتفاع الدولار ساهم في هبوط الذهب أكثر من 1٪.
- سوق الطاقة (النفط): رغم نقص بيانات دقيقة حديثة، فإن ارتفاع أو استقرار أسعار النفط غالباً ما يدعم التضخم وبالتالي الذهب. بعض التقارير تفيد بأن الذهب ارتد نحو نحو 4,020 دولار مع إشارات من تغيرات في الأسواق العالمية للطاقة.
- الفضة والمعادن الأخرى: تُشير بيانات من Reuters إلى أن الفضة ارتفعت إلى نحو 47.73 دولار للأونصة، ما يعكس تحوّلاً من الذهب نحو بعض المعادن المرافقة.
- العوائد الأمريكية: العائد على السندات لأجل 10 سنوات ارتفع نحو 4.06٪ تقريباً، ما يقلل من جاذبية الذهب كأصل بدون عائد. كذلك، أسعار السندات أطول الأجل شهدت إعادة تقييم من قبل المستثمرين عقب اجتماع الفيدرالي.
تدخلات البنوك المركزية
- اجتماع لجنة السوق المفتوحة التابعة للفيدرالي الأميركي (FOMC) في 29 أكتوبر 2025 خفّض معدل الفائدة بواقع 25 نقطة أساس إلى نطاق 3.75-4.00٪.
- في بيانها، أكدت اللجنة أنها «ستُقيّم البيانات الواردة» قبل إجراء أي تعديل إضافي، ما يشير إلى مسار تيسيري لكن بحذر.
- رئيس الفيدرالي Jerome Powell قال إنه لا ينبغي افتراض خفض في ديسمبر تلقائياً، مما قد يقلّل دعم الذهب عند بعض المستثمرين.
- وفق استطلاع Reuters، توقع معظم الخبراء خفضين إضافيين هذا العام حتى قبل الاجتماع، لكن بعد البيان انخفضت احتمالات خفض إضافي في ديسمبر إلى نحو 67٪.
- من جانب البنوك المركزية العالمية الأخرى، لا تزال سياسة التراكم الرسمي للذهب متواصلة مما يُعزّز الطلب المؤسساتي وبالتالي يعزز من جانب العرض/الطلب لمعدن الذهب.
التحليل الفني المختصر
- مستوى الدعم الرئيسي: حوالي 3,900 دولار للأونصة، وهو المستوى الذي شهد ارتداداً مؤخراً.
- مستوى المقاومة الأولي: نحو 4,100 دولار ثم 4,200 دولار كهدف محتمل في حال زاد الطلب.
- الاتجاه قصير الأجل: يميل إلى الصعود الهادئ بدعم تراجع الدولار وضعف مؤقت في بيانات الاقتصاد الأميركي.
- الاتجاه متوسط الأجل: يبقى معتدلاً مع احتمال تقلبات كبيرة عند تغير توقعات الفائدة أو ظهور بيانات اقتصادية قوية.
التوقعات المستقبلية
- إذا واصلت بيانات الاقتصاد الأميركي تفوق التوقعات أو عادت مؤشرات سوق العمل للارتفاع، فسيُنظر إلى فرص خفض الفائدة عند الفيدرالي أقلّ، مما قد يضع ضغطاً على الذهب ويحدّ من ارتفاعه.
- أما في حال تفاقمت بيانات ضعف الاقتصاد أو ازدادت التوترات الجيوسياسية، فإن الدعم لبقاء الذهب فوق مستوى 4,000 دولار ولتحرك نحو 4,200 دولار سيزداد.
- ضخمنت البنوك المركزية لشراء الذهب واستمرار ضعف الدولار سيُشكّلان عاملاً إيجابياً لبقاء المعدن عند مستويات مرتفعة.
- يبقى عامل تغير توقعات الفائدة والعوائد الأميركية عاملاً حاسماً في تحديد مسار أسواق الذهب خلال الشهور المتوسطة.
الخلاصة
يبقى الذهب عند مستوى مرتفع (4,016.20 دولار للأونصة) مدعوماً بتراجع في بيانات الاقتصاد الأميركي وقبول واسع بأن الفيدرالي بخفض الفائدة، بينما يواجه ضغطاً من قوة الدولار وارتفاع العوائد. التوازن بين هذه العوامل يجعل الوضع الراهن متوازناً لكن هشّاً؛ فكل تغيير في توقعات الفائدة أو ظهور مفاجأة اقتصادية قد يقلب المعادلة بسرعة.
اكتشاف المزيد من Dhbna
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

