في عالم تتغير فيه المشاهد الاقتصادية بسرعة وتتفجر الأحداث الجيوسياسية غير المتوقعة، يظل الذهب بمثابة ملاذ آمن للمستثمرين حول العالم. في 17 مارس 2025، افتتح السوق بتسعيرة 2,987.70 دولارًا للأوقية ، مسجلًا زيادة طفيفة بنسبة 0.10% مقارنة بالجلسة السابقة.
على الرغم من تواضع هذه الزيادة، إلا أنها تأتي في ظل عوامل اقتصادية وجيوسياسية تُشكّل اتجاه السوق. في هذا التحليل المتعمق، سنستعرض العوامل الدافعة لحركة الأسعار اليوم، ونراجع المؤشرات الفنية والاقتصادية الرئيسية، ونناقش توقعات بقية جلسة التداول.
العوامل الاقتصادية المؤثرة على أسعار الذهب
اتجاهات التضخم والسياسة النقدية
- الذهب كتحوط ضد التضخم :
يُعتبر الذهب تاريخيًا أداة فعّالة للتحوط ضد التضخم، حيث ترتفع قيمته عندما تنخفض القوة الشرائية للعملات الورقية. مع استقرار التضخم مؤخرًا في اقتصادات كبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يعيد المستثمرون تقييم انكشافهم على الأصول عالية المخاطر، مما يدعم الطلب على الذهب. - تأثير السياسات النقدية :
تواصل البنوك المركزية، مثل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الموازنة بين رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم ودعم النمو الاقتصادي. الزيادات الحذرة في الفائدة قد تعزز جاذبية الذهب كأصل غير مُدر للعوائد.
قوة الدولار الأمريكي وعوائد السندات
- الدولار الأمريكي :
العلاقة العكسية بين الدولار والذهب تلعب دورًا رئيسيًا. تراجع الدولار اليوم يجعل الذهب أرخص للمشترين الدوليين، مما قد يعزز الطلب. - عوائد السندات الأمريكية :
استقرار أو انخفاض عوائد السندات يقلل من تكلفة الفرص البديلة لحيازة الذهب، مما يزيد من جاذبيته.
النمو الاقتصادي العالمي ومعنويات المستثمرين
التفاوت في معدلات النمو بين المناطق الاقتصادية (مثل تباطؤ أوروبا مقابل تعافي آسيا) يخلق حالة من الحذر، مما يدفع المستثمرين إلى الاحتماء بالذهب كأصل آمن.
التحليل الفني: فهم الاتجاهات السوقية
مستويات الدعم والمقاومة
- مستوى الدعم : 2,920 دولارًا للأوقية .
إذا انخفض السعر عن هذا المستوى، قد يشجع ذلك عمليات شراء من المستثمرين على المدى الطويل. - مستوى المقاومة : 2,970 دولارًا للأوقية .
اختراق هذا المستوى قد يشير إلى زخم صعودي قوي، مع إمكانية الوصول إلى 3,000 دولار للأوقية .
المتوسطات المتحركة ومؤشرات الزخم
- المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا : يدور حول 2,935 دولارًا ، ويُعتبر دعمًا قصير المدى.
- المتوسط المتحرك لـ 200 يوم : يعكس اتجاهًا صعوديًا طويل المدى.
- مؤشر القوة النسبية (RSI) : عند نطاق 52-55 ، مما يشير إلى عدم وجود تشبع شرائي أو بيعي.
حجم التداول
الحجم المعتدل مع الزيادة الطفيفة اليوم يشير إلى نشاط شراء حذر. ارتفاع مفاجئ في الحجم قد يؤكد اتجاهًا صعوديًا أو انعكاسًا.
توقعات الذهب حتى نهاية الجلسة
السيناريو الصعودي: ارتفاع نحو 2,970–3,000 دولار
- محفزات : بيانات تضخم إيجابية، أو تصريحات “حمائمية” من البنوك المركزية، أو تصاعد التوترات الجيوسياسية.
- النتيجة : كسر مستوى المقاومة عند 2,970 دولارًا مع زيادة في الحجم قد يدفع الأسعار صعودًا.
السيناريو العرضي: تداول بين 2,920 و2,970 دولارًا
- الفرص : يُعتبر السوق العرضي فرصة للمتداولين لشراء عند الدعم وبيع عند المقاومة.
السيناريو الهبوطي: انخفاض دون 2,920 دولارًا
- المخاطر : بيانات اقتصادية قوية أو تصريحات “صقورية” من الاحتياطي الفيدرالي قد تُضعف جاذبية الذهب.
الاستنتاج: التنقل في تقلبات سوق الذهب بثقة
على الرغم من التقلبات قصيرة المدى، يظل الذهب أداة حيوية لتنويع المحافظ والتحوط ضد المخاطر. يجب على المستثمرين:
- مراقبة البيانات الاقتصادية : مثل تقارير التضخم واجتماعات البنوك المركزية.
- الاستعانة بالتحليل الفني : لتحديد نقاط الدخول والخروج.
- التنويع : للحفاظ على التوازن بين الأصول عالية وواضعة المخاطر.
🔔 ابق على اطلاع على تطورات السوق لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة. تداولًا موفقًا!