في خضم الفوضى، الذهب هو الأمل.
يواجه الذهب في 18 نوفمبر 2025 ضغوطًا جديدة، في ظل قوة الدولار الأمريكي وتراجع التوقعات حول خفض الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي. بعد انحسار بعض الآمال في تخفيف نقدي فوري، يتجه المستثمرون إلى إعادة تقييم مراكزهم الاستثمارية في المعدن كملاذ آمن. في الوقت ذاته، تظل المخاطر الجيوسياسية والتدخلات من البنوك المركزية عوامل دائمة تؤثر على الطلب على الذهب.
التطورات العالمية والأخبار الجيوسياسية
- وفق تقرير Reuters، الذهب تراجع للجلسة الرابعة على التوالي بسبب ارتفاع الدولار وتراجع التوقعات لخفض الفائدة من الفيدرالي في ديسمبر.
- تصريحات من نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، فيليب جيفرسون، أكد فيها أن البنك “يحتاج إلى التقدم ببطء” في التيسير النقدي، مما خفّض من احتمال خفض آخر.
- من جهة أخرى، هناك دعم طويل الأجل هيكلي للذهب، كما يرى بعض المحللين، من المخاطر الجيوسياسية، مخاطر ديون الولايات المتحدة، ومحاولات بعض البنوك المركزية لتقليل الاعتماد على الدولار (“de-dollarisation”) حسب ملاحظات ANZ.
- توقّعات ارتفاع الذهب منذ اجتماع سابق للفيدرالي جاءت مدعومة بمخاوف من الإغلاق الحكومي الأمريكي وتأجيل صدور بيانات اقتصادية مهمة.
أسواق السلع والأسواق المالية
- الدولار الأمريكي: الدولار أقوى، ما يجعل الذهب أكثر تكلفة لحائزي عملات أخرى، مما يقلل الطلب.
- العوائد الأمريكية: عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات يراوح حوالي 4.11٪ تقريبًا، بحسب بيانات “Federal Reserve H.15” وبيانات من YCharts. هذا المستوى من العائد يزيد تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدرّ عائداً.
- السلع الأخرى: لم تتوفر بيانات مؤكدة حديثة حتى الآن حول تحركات النفط أو الفضة في هذا اليوم تحدد تأثيرًا مباشرًا واضحًا على الذهب (لا توجد بيانات مؤكدة حتى الآن وفق Bloomberg و Reuters).
- المضاربات والمراكز: وفق تحليل Marex، هناك جني مراكز مضاربية بعد موجة ارتفاع سابقة، حيث يقوم بعض المستثمرين بتقليص مراكزهم مع ضعف التوقعات حول خفض سريع للفائدة.
سياسات البنوك المركزية والتدخلات
- في اجتماعه السابق، خفّض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.00–4.25٪.
- هذا الخفض كان أول خفض للفائدة في 2025، لكنه جاء مع تحذير من رئيس الفيدرالي جيروم باول بعدم التسرع في مزيد من التسهيل.
- من جهة تحليل ANZ، الأسواق كانت ترى احتمال خفض إضافي في ديسمبر، لكن الانخفاض في التوقعات بعد تصريحات جيفرسون قد يقلّل من تلك التوقعات.
- في المقابل، بعض المحللين المؤسساتيين مثل HSBC أشاروا إلى أن النزاعات الجيوسياسية والضغط على المديونية الأمريكية قد يدعم الطلب على الذهب على المدى المتوسط والطويل، بالرغم من المخاطر السياسية.
التحليل الفني
- مستويات الدعم: يمكن اعتبار نطاق حوالي 3,900–4,000 دولار كمنطقة دعم مهمة إذا استمر الانخفاض، نظراً لأن الذهب قد يختبر ضغط المشترين عند هذه المستويات.
- مستويات المقاومة: في حال ارتدّ الذهب، مقاومة أولية قد تكون في نطاق 4,200–4,250 دولار، بناء على ارتفاعات سابقة وتوقعات سوقية سابقة.
- الاتجاه: على المدى القصير، يبدو أن الذهب في مرحلة تصحيح أو إعادة تجميع بعد موجة صعود مدفوعة بتوقعات خفض الفائدة. على المدى المتوسط، الاتجاه يعتمد على مدى تكرار خفض الفائدة وعمق المخاطر الجيوسياسية والطلب من البنوك المركزية.
توقعات مستقبلية
- إذا استمرت تصريحات الفيدرالي الحذِرة من خفض سريع، فقد يضغط ذلك على الذهب، خصوصًا إذا ارتفع الدولار والعوائد.
- في المقابل، إذا ضاعفت بعض البنوك المركزية من مشترياتها من الذهب أو إذا تجددت المخاطر الجيوسياسية، قد يعود الطلب الاستثماري طويل الأجل ليشدّ دعم المعدن.
- بيانات اقتصادية قادمة (وظائف، تضخم، عجز الميزانية الأميركية) ستكون حاسمة: أرقام ضعيفة قد ترفع من احتمال خفض الفائدة مجدداً، مما يدعم الذهب، بينما أرقام قوية قد تعيد تشديد السياسات وتضعف المعدن.
- على المدى المتوسط، إذا استمر خفض الفائدة التدريجي وكانت الأسواق العالمية تتأثر بعوامل الاقتصاد العالمي وتفضيل البنوك المركزية للذهب كأداة تنويع، فإن السيناريو الهيكلي الإيجابي لطلب الذهب يظل قائمًا.
الخلاصة
في 18 نوفمبر 2025، يواجه الذهب توازنًا معقدًا بين الضغوط قصيرة الأجل المتمثلة في صلابة الدولار وتراجع رهانات خفض الفائدة، وبين دعمه الهيكلي من المخاطر الجيوسياسية وشراء البنوك المركزية. الأسواق الآن في مرحلة إعادة تقييم: تأكيدات من الفيدرالي على الحذر قد تحدّ من مكاسب الذهب المؤقتة، لكن العوامل البنيوية يمكن أن تظل داعمة إذا استمرت المخاطر العالمية أو إذا اتجهت الأسواق نحو تنويع أوسع في ظل ظروف الاقتصاد العالمي.
اكتشاف المزيد من Dhbna
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.