تحليل أسعار الذهب – الجمعة 24 أكتوبر 2025

كلما كانت الأسواق في حالة عدم يقين، يتصاعد الذهب.

في يوم 24 أكتوبر 2025، سجّل سعر الذهب العالمي نحو 4,057.53 دولارًا للأوقية، في ظلّ بيئة اقتصادية وسياسية متشابكة تُعزّز الطلب على الملاذات التقليدية. فقد ارتفعت التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، وتواصلت مخاوف الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي أثّر على صدور البيانات الاقتصادية. في المقابل، زادت التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قِبَل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Federal Reserve)، وهو ما خفّض تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب. كما استمرّت البنوك المركزية في العالم بشراء المعدن الأصفر كوسيلة لتنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الدولار.

هذا التحليل يستند إلى منهجية DHBNA المعتمدة على التوثيق والتحليل المتوازن، مع الإشارة إلى مؤسسات تحليلية مثل الفيدرالي، HSBC، ANZ، J.P. Morgan، Reuters، Bloomberg وغيرها.

الأخبار والمؤشرات العالمية

شهدت الساعات الأخيرة مجموعة من العوامل التي دفعت المستثمرين نحو الأصول الآمنة مثل الذهب.

  • أولًا: الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر أدّى إلى تعليق بعض المؤشرات الاقتصادية، ما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق.
  • ثانيًا: تصاعدت التوترات بين واشنطن وبكين، إلى جانب توترات إقليمية في الشرق الأوسط، وهو ما رفع منسوب الطلب على الذهب كتحوّط ضدّ المخاطر.
  • ثالثًا: انتشار حالة “الخوف من التفويت” (FOMO) بين المستثمرين بعد القفزات السعرية الحادة للذهب خلال العام، ما زاد من وتيرة الشراء عبر صناديق المؤشرات (ETFs).

بحسب تقارير Reuters وBloomberg، فإن هذه العوامل مجتمعة ساهمت في دفع الذهب إلى مستويات تتجاوز 4,000 دولار للأوقية، مدعومة بتراجع الثقة في الدولار الأمريكي واستمرار تدفقات الشراء المؤسسي.

الأسواق والسلع

العلاقة بين الذهب والأسواق الكلية تظلّ وثيقة.

  • أولًا: ضعف مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) جعل الذهب أكثر جاذبية للمشترين الدوليين، مما عزّز الطلب.
  • ثانيًا: عوائد سندات الخزانة الأمريكية لعشر سنوات بلغت نحو 4.00٪ يوم 24 أكتوبر، حسب بيانات Trading Economics، ما يعكس تراجع العوائد الحقيقية ويُبقي على دعم الذهب.
  • ثالثًا: انخفاض أسعار النفط العالمية في الأسابيع الأخيرة – كما أوردت Business Insider – قلّل من توقعات التضخم المستقبلية، الأمر الذي يدعم توجه الفيدرالي نحو خفض الفائدة، ما يصبّ أيضًا في مصلحة المعدن الأصفر.

تحليل Deriv أشار إلى تراجع قوة العلاقة العكسية التقليدية بين الذهب والعوائد الأمريكية في عام 2025، مما يعكس تحوّلًا هيكليًا في سلوك المستثمرين نحو الذهب كأصل ملاذي مستقل عن دورات العائد.

بشكل عام، ضعف الدولار واستقرار العوائد وتراجع الطاقة شكلت معًا بيئة داعمة لاستمرار الزخم الصاعد للذهب رغم موجات جني الأرباح التي ظهرت مؤخرًا عند مستويات 4,380 دولار للأوقية.

تدخلات البنوك المركزية وسياسات الفائدة

يبقى العامل النقدي الأكثر تأثيرًا هو سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

تشير توقعات HSBC وANZ إلى أن اجتماع الفيدرالي أواخر أكتوبر قد يشهد خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما يدعم الذهب عبر تقليل تكلفة الفرصة البديلة.

في الوقت ذاته، كشفت World Gold Council أن 95% من البنوك المركزية المشاركة في استطلاعها السنوي تتوقع زيادة مشترياتها من الذهب خلال الاثني عشر شهرًا القادمة. كما ذكرت Metals Focus أن مشتريات البنوك المركزية في 2025 قد تتجاوز 900 طن، أي ضعف متوسط الأعوام السابقة.

هذه المؤشرات تبرز كيف يجمع الذهب بين عاملين داعمين في آنٍ واحد: سياسات نقدية تيسيرية من الفيدرالي، وطلب رسمي قوي من البنوك المركزية حول العالم.

التحليل الفني

يشير تحليل Economies Today إلى أن مستوى 4,200 دولار للأوقية يمثل دعمًا محوريًا بعد موجة جني أرباح محدودة. أما المقاومة فتقع بين 4,300 – 4,400 دولار، وهي المنطقة التي اختبرها السعر مؤخرًا. في حال كسر مستوى الدعم نحو 4,000 – 4,020 دولار، فقد يتجه السعر إلى تصحيح محدود قرب 3,950 دولار.

بذلك، يظل الاتجاه القصير الأجل مائلًا للصعود، فيما يبقى الاتجاه المتوسط الأجل مستقرًا في نطاق جانبي إيجابي.

التوقعات المستقبلية

استنادًا إلى البيانات الحالية، من المرجّح أن يحافظ الذهب على تداوله قرب 4,000 دولار للأوقية خلال الأسابيع القادمة، مدعومًا بضعف الدولار وتزايد الرهانات على خفض الفائدة واستمرار الشراء المركزي.

لكن أي مفاجأة من الفيدرالي، أو تحسّن جوهري في بيانات الاقتصاد العالمي، قد يؤدي إلى تباطؤ الزخم الصاعد أو تصحيح مؤقت في الأسعار.

الخلاصة المحايدة

يمكن القول إنّ الذهب في 24 أكتوبر 2025 يعكس مزيجًا من عوامل الأمان والتحوّلات البنكية المركزية. فهو لا يعيش موجة تصحيح حادة، ولا كذلك ارتفاعًا غير مبرر، بل يتحرك ضمن توازن دقيق بين توقعات الفائدة، وسياسات البنوك المركزية، وحالة القلق الجيوسياسي. بذلك، تبقى رؤيته متوازنة، دون أن تميل إلى توصية استثمارية مباشرة أو تحذير مفرط.


اكتشاف المزيد من Dhbna

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top

اكتشاف المزيد من Dhbna

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading