افتتاح سوق الذهب بانخفاض وسط مخاوف اقتصادية متزايدة
في 25 أبريل 2025، افتتح سعر الذهب عند 3,301.22 دولارًا أمريكيًا للأونصة، مسجلاً انخفاضًا بنسبة 1.43٪ عن الجلسة السابقة. هذا التراجع الملحوظ جذب انتباه المحللين والمستثمرين على حد سواء، حيث تتقاطع عدة مؤشرات اقتصادية كلية رئيسية وتطورات جيوسياسية لتشكّل مسار الذهب. وباعتبار الذهب أصلًا آمنًا تقليديًا، فإن مثل هذه التقلبات تعكس تغيّرات في مزاج السوق العالمي.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب في 25 أبريل 2025
1. الضغوط التضخمية وسياسات الاحتياطي الفيدرالي
من أهم المحركات لأسعار الذهب في عام 2025 هو استمرار التضخم. وعلى الرغم من التشديد الكبير من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي طوال عام 2024، إلا أن التضخم الأساسي ما زال مرتفعًا، لا سيما في قطاعات الطاقة والغذاء. وأظهر مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) ارتفاعًا طفيفًا في أبريل، مما أربك الأسواق وزاد من التوقعات بأن البنك الفيدرالي قد يبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
ارتفاع الفائدة يؤدي غالبًا إلى تقوية الدولار الأمريكي وزيادة عوائد السندات، وهو ما يقلل من جاذبية الذهب كأصل لا يدر عوائد، ما أدى إلى ضغوط بيعية واضحة على الذهب هذا الأسبوع.
2. التوترات الجيوسياسية تزيد من تقلب السوق
تصاعد التوترات بين روسيا وحلف الناتو بشأن أوروبا الشرقية، بالإضافة إلى عدم الاستقرار المستمر في الشرق الأوسط، زادت من تقلب الأسواق العالمية. وعلى الرغم من أن مثل هذه التطورات عادة ما تدعم الذهب، إلا أن الأسواق قد استوعبت بالفعل معظم المخاطر الجيوسياسية، مما أدى إلى رد فعل أقل من المتوقع.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأحاديث حول احتمال التوصل إلى اتفاق سلام في إحدى النزاعات الإقليمية الرئيسية أعطت شعورًا مؤقتًا بالتفاؤل، مما أدى إلى انخفاض الطلب على الذهب كملاذ آمن.
3. نمو اقتصادي متفاوت وتقلبات في العملات
تباطؤ النمو في منطقة اليورو والبيانات الاقتصادية المتضاربة من الصين أدت إلى حالة من عدم اليقين بشأن الطلب العالمي. في المقابل، أظهرت الولايات المتحدة نموًا قويًا غير متوقع في الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من 2025، مما دعم الدولار الأمريكي.
وبما أن الذهب يُسعّر بالدولار، فإن قوة الدولار تؤدي إلى ارتفاع تكلفة الذهب للمشترين الأجانب، وبالتالي انخفاض الطلب العالمي عليه. وقد كان لهذا العامل تأثير واضح على أداء الذهب هذا الأسبوع.
4. المؤشرات الفنية وثقة المستثمرين
تشير التحليلات الفنية لأسعار الذهب في 25 أبريل 2025 إلى أن الذهب يختبر حاليًا مستوى دعم رئيسي قرب 3,295 دولارًا للأونصة. كسر هذا المستوى قد يؤدي إلى مزيد من عمليات البيع، بينما يمكن أن يؤدي ارتداد السعر إلى تعافٍ مؤقت.
كما أن مؤشر القوة النسبية (RSI) يقترب من منطقة التشبع البيعي، مما يشير إلى أن الذهب قد يكون قريبًا من القاع على المدى القصير. ومع ذلك، فإن الاتجاه العام لحجم التداول يظهر استمرار التوجه البيعي، مما يعكس حذر المستثمرين.
توقعات سعر الذهب حتى نهاية جلسة السوق
مع النظر إلى بقية يوم 25 أبريل، من المرجح أن تظل أسعار الذهب تحت الضغط ما لم يظهر عامل مفاجئ. ويتوقع المحللون أن تتراوح الأسعار بين 3,280 و3,320 دولارًا للأونصة، مع احتمال اختبار مستويات دعم أقل في حال استمرار ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية أو استمرار قوة الدولار.
يراقب المستثمرون المؤسسيون عن كثب ما يلي:
- أي تصريحات غير متوقعة من الاحتياطي الفيدرالي أو بيانات اقتصادية مفاجئة.
- تطورات جديدة في النزاعات الجيوسياسية قد تعيد الطلب على الذهب.
- تغير في مزاج المستثمرين استجابةً لتقارير أرباح الشركات والمؤشرات الكلية.
التوقعات قصيرة الأجل تميل إلى الانخفاض، لكن العديد من المستثمرين لا يزالون يرون إمكانية لارتفاع الذهب على المدى المتوسط والطويل، خاصة إذا استمر التضخم أو تدهورت الأوضاع الاقتصادية.
اتجاهات الذهب على المدى الطويل في 2025
دعم طويل الأجل من البنوك المركزية
على الرغم من الانخفاض الأخير، لا تزال البنوك المركزية حول العالم تشتري الذهب بكميات كبيرة، مع تصدر الهند والصين وتركيا عمليات الشراء في الربع الأول من 2025. ويوفر هذا الطلب المؤسسي المستمر دعمًا قويًا للأسعار على المدى الطويل، حتى في ظل التصحيحات قصيرة الأجل.
وفي ظل تنويع البنوك المركزية لاحتياطياتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي، يظل الذهب أصلًا استراتيجيًا رئيسيًا، مما يعزز قيمته الأساسية.
صناديق الاستثمار المتداولة واتجاهات الاستثمار المؤسسي
شهدت صناديق الذهب المتداولة (ETFs) خروجًا طفيفًا من الاستثمارات خلال الأسبوع الماضي، مما يعكس انخفاض الطلب المؤسسي مع تحول بعض المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم. ومع ذلك، لا تزال بعض صناديق التحوط تحتفظ أو تزيد من مراكزها الطويلة، متوقعةً عودة الذهب إلى الارتفاع مع عودة التقلب إلى الأسواق.
وسيشكّل هذا التوازن بين توجهات “الإقبال على المخاطر” و”النفور من المخاطر” مسار الذهب خلال الربع الثاني من عام 2025.
الخلاصة: الذهب يسلك مسارًا متقلبًا لكن مدعومًا أساسًا
اعتبارًا من 25 أبريل 2025، يمر سوق الذهب بمرحلة حرجة. إذ أن مزيجًا من عدم اليقين الاقتصادي الكلي، والمخاطر الجيوسياسية، والتحركات الفنية قد دفع الأسعار إلى التراجع عن المستويات المرتفعة الأخيرة. وعلى الرغم من أن الانخفاض بنسبة 1.43٪ قد لا يبدو كبيرًا بحد ذاته، إلا أنه يعكس تحولًا في المزاج العام للأسواق.
نعتقد أن على المستثمرين متابعة:
- بيانات التضخم ورد فعل الاحتياطي الفيدرالي.
- التطورات الجيوسياسية المستجدة.
- اتجاه الدولار الأمريكي وعوائد السندات.
قد يبقى الذهب محصورًا في نطاق ضيق على المدى القصير، لكن العوامل الأساسية — وعلى رأسها التضخم والطلب المؤسسي — تظل داعمة لرؤية صعودية على المدى الطويل.
اكتشاف المزيد من Dhbna
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.