تحليل أسعار الذهب الثلاثاء 2 ديسمبر 2025

تحليل أسعار الذهب – الثلاثاء 2 ديسمبر 2025

الذهب هو لغة العالم الوحيدة التي يفهمها الجميع.

في 2 ديسمبر 2025، يتداول سعر أونصة الذهب عند نحو 4,204.59 دولار، وسط أجواء من الترقّب لتطورات مهمة في السياسة النقدية الأمريكية، وتحولات في الأسواق العالمية. تتقاطع اليوم عدة عوامل، اقتصادية وسياسية، تؤثر على الطلب على المعدن الأصفر. تأتي هذه اللحظة في خضم ترقّب عالمي لقرار Federal Reserve (الفيدرالي الأمريكي) المرتقب في اجتماع 9–10 ديسمبر 2025، ما يدفع المستثمرين لموازنة بين المخاطر والفرص.

أخبار ومؤشرات عالمية

  • في الأفق الجيوسياسي والعالمي، لا توجد حتى الآن أنباء طارئة كحروب أو صدمات كبيرة ترفع الطلب على «ملاذات آمنة»، لكن استمرار حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي (لاسيما تباطؤ بعض الاقتصادات وضعف سوق الصادرات) يدعم الذهب بوصفه وسيلة التحوط ضد المخاطر.
  • وفق تقرير حديث من OECD نشر في 2 ديسمبر 2025، أشار إلى أن النمو العالمي سيتراجع من 3.2% في 2025 إلى نحو 2.9% في 2026، في ظل تباطؤ التجارة العالمية وتصاعد التوترات التجارية، ما يعزز جاذبية الأصول الدفاعية مثل الذهب.
  • على الجانب المالي، ارتفع العائد على السندات طويلة الأجل بشكل طفيف مؤخرًا، ما حدّ من بعض الإقبال على الذهب. تقرير من اليوم نفسه لاحظ أن بعض السيولة انتقلت نحو أدوات الدين الحكومية.

أسواق وسلع

  • أداء الدولار الأمريكي ظل مستقرًا إلى حد ما يوم 2 ديسمبر 2025، بعد تذبذب خلال الأسابيع الماضية. استقرار الدولار يقلل من جاذبية الذهب لبعض المشترين الدوليين، لكنه لم يرتفع بشكل قوي بما قد يضغط على المعدن على نحو كبير. بحسب تقرير سوقي، المؤشّر الفعلي للدولار بقي ضمن نطاق معتدل اليوم.
  • في قطاع السلع الأخرى، سجلت الفضة وبعض المعادن النفيسة الأخرى انخفاضًا: مثلاً انخفاض الفضة بنسبة 1.3%، والبلاتين 0.9% في تداولات اليوم. هذا قد يشير إلى انتقال تدفقات من المعادن الصناعية أو شبه الصناعية نحو الذهب كملاذ، أو ربما مجرد تراجع مؤقت في المعادن الأخرى.
  • أما أسعار النفط فلا توجد بيانات مؤكدة حتى الآن تظهر صعودًا أو هبوطًا كبيرًا في 2 ديسمبر، لكن تقلب النفط يظل عاملًا حساسًا: أي توتر في الطاقة قد يعيد الاهتمام بالملاذات الآمنة. (لا توجد بيانات مؤكدة حتى الآن وفق Bloomberg وReuters).
  • العوائد على السندات الأمريكية (خاصة العائد على السندات لأجل 10 سنوات) ارتفعت مؤخرًا إلى مستوى أعلى من قبل، ما يقلل من جاذبية الذهب مقارنة بالأصول ذات العائد.

تدخلات البنوك المركزية وسياسة الفائدة

  • آخر قرار رسمي من البنوك المركزية، وتحديدًا الفيدرالي، صدر في 29 أكتوبر 2025، حين خفّض سعر الفائدة إلى 4.00% من 4.25% سابقًا.
  • لكن الاجتماع المقبل المقرر في 9–10 ديسمبر 2025 لم يُعقد بعد، وبالتالي لا توجد حتى الآن نتائج رسمية تؤمّن مسار الفائدة التالي. الأسواق تتوقّع خفضًا إضافيًا بمقدار 25 نقطة أساس وفق تقديرات بعض المؤسسات.
  • على سبيل المثال، أشار تحليل حديث لـ Bank of America Global Research إلى أن هناك الآن احتمالًا كبيرًا (أكثر من 80%) لخفض الفائدة في ديسمبر. من جهة أخرى، يعكس هذا الاحتمال المتزايد دعمًا محتملاً للذهب، لأن خفض الفائدة يقلل تكلفة الفرصة البديلة لعدم تحقيق عائد من المعدن.
  • مع ذلك، لا تزال بعض الأصوات داخل الفيدرالي، ومن ضمنها رئيس الفيدرالي Jerome Powell، غير حاسمة، ما يضيف عنصرًا من الحذر. بحسب مصادر تحليلية، هذا التذبذب قد يخلق تقلبًا في الذهب بعد الإعلان الرسمي.

تحليل فني مختصر

  • على المستوى الفني، مع سعر حالياً 4,204.59 دولار، يبدو أن الذهب يستهدف مستوى مقاومة أول عند نحو 4,250 – 4,300 دولار في المدى القريب، إذا استمر تراجع العائد على السندات واستقرار الدولار.
  • أما مستوى دعم مبدئي في حال تراجع السوق فجأة فيتراوح بين 4,050 – 4,000 دولار.
  • الاتجاه قصير الأجل يبدو محايد إلى إيجابي، مرتكز على الترقّب لقرار الفيدرالي، أما على المدى المتوسط (3–6 شهور) فكل شيء يعتمد على وتيرة خفض الفائدة الأمريكية والتضخم العالمي.

توقعات مستقبلية

  • إذا خفّض الفيدرالي الفائدة بـ 0.25% في الاجتماع المرتقب، فمن المحتمل أن يتجه الذهب نحو اختبار مقاومة 4,300 دولار وربما تجاوزها إذا دعمت العوامل العالمية المناخ الجيو-اقتصادي.
  • أما إذا أبقى على الفائدة أو أشار إلى تثبيت سياسة نقدية محافظة، فقد نشهد تحوّلاً نحو نطاق الدعم 4,050 – 4,000 دولار.
  • عموماً، لا يزال الذهب محفوفًا بالتقلب، وسيكون أداءه مرهونًا بعوامل ما بعد القرار: عوائد السندات، سعر الدولار، ومستوى التوترات العالمية أو مؤشرات الركود الاقتصادي.

خلاصة

في هذه المرحلة، يبدو أن سعر الذهب 4,204.59 دولار يعكس توازناً دقيقاً بين عوامل دعم (ترقّب خفض الفائدة، ضبابية اقتصادية عالمية) وضغوط (عوائد سندات مرتفعة، استقرار الدولار). الفيدرالي قد يكون مفتاح المرحلة المقبلة، لكن الأسواق لا تزال في انتظار القرار الرسمي. على المستثمر أو المهتم تتبع ثلاثة متغيرات رئيسية: قرار الفائدة، العائد على السندات الأمريكية، وسلوك الدولار. كل منها قد يميل بسعر الذهب إلى الصعود أو التراجع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top